التمهيد للانتظار عند الإمام العسكري(ع)
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 03, 2019 4:28 pm
التمهيد للانتظار عند الإمام العسكري(ع)
انتظار الإمام (عج) معلمٌ واضحٌ من معالم المجتمع الشيعي، ركّز عليه الأئمة «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين». ورد عن الإمام العسكري(ع) أنه قال في وصيته لابن بابويه: ”يا بن بابويه، عليك بالصبر وانتظار الفرج؛ فقد قال جدي رسول الله : أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، فعليك بالصبر، ومُر شيعتنا بالصبر، ولا يزال شيعتنا بحزن ومكروه حتى يظهر ولدي، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾“.
الإمام العسكري يوصينا بانتظار الفرج، وينقل عن جده رسول الله أن أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج. كثير منا يتصور الانتظار بالمعنى السلبي، يظن أن الانتظار هو عبارة عن الحولقة، عبارة عن قول: لا حول ولا قوة إلا بالله! أو عبارة عن قراءة دعاء الندبة، أو قراءة دعاء العهد، أو قراءة دعاء ”اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن“، هذا هو الانتظار، انتظار لساني، انتظار كلماتي، انتظار ظاهري، يظن بعضهم أن انتظار الإمام هو هذا.
هذا خطأ، ليس هذا هو الانتظار، هذه مظاهر للانتظار، وإلا فالانتظار أمر أعمق وأدق من هذا، نفس الحديث قرينةٌ على ما نقول، ”أفضل أعمال أمتي“ هل تتصورون أن كلمة ”اللهم كن لوليك الحجة“ أفضل الأعمال؟! هل يتصور عاقل أن يكون دعاء الندبة أفضل من الصلاة التي هي عمود الدين، أو أن قراءة دعاء العهد أفضل من الصيام، وأفضل من الصدقة، وأفضل من بر الوالدين، وأفضل من صلة الرحم؟! كيف يكون ذلك؟! الرسول يقول: الانتظار أفضل الأعمال، يعني أفضل من الصلاة، أفضل من الصيام، أفضل من الصدقة، أفضل من بر الوالدين، أفضل من صلة الرحم، فما هو هذا الانتظار الذي يكون أفضل الأعمال كلها؟ لا بد أن يكون الانتظار معنى عظيمًا، وإلا لم يكن أفضل الأعمال، لا بد أن يكون الانتظار معنى كبيرًا، وإلا لم يكن أفضل الأعمال، فما هو الانتظار الذي اعتبره النبي محمد أفضل الأعمال؟
الانتظار هو الإعداد للمنتظَر، أنت عندما تنتظر الضيف كيف تنتظره؟ إذا اتصل بك ضيف وقال: سآتيك بعد ساعة، كيف تنتظر الضيف؟ هل تجلس وتقول: اللهم أوصله سالمًا؟! بعد ساعة يأتي ويدخل البيت، هذا هو الانتظار؟! انتظار الضيف هو عبارة عن أن تهيئ المكان، وتعد الوليمة المناسبة لاستقباله، وتعد روحك نفسيًا وذهنيًا لاستقبال هذا الضيف، تستقبله بالحفاوة والترحاب، انتظار الضيف هو عبارة عن الإعداد له، انتظار الإمام هو عبارة عن الإعداد للإمام، وليس انتظار الإمام مجرد كلمات وأدعية نقولها على ألسنتنا ولا تتذوقها قلوبنا. الانتظار إعدادٌ للمنتظَر
السيد منير الخباز
انتظار الإمام (عج) معلمٌ واضحٌ من معالم المجتمع الشيعي، ركّز عليه الأئمة «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين». ورد عن الإمام العسكري(ع) أنه قال في وصيته لابن بابويه: ”يا بن بابويه، عليك بالصبر وانتظار الفرج؛ فقد قال جدي رسول الله : أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، فعليك بالصبر، ومُر شيعتنا بالصبر، ولا يزال شيعتنا بحزن ومكروه حتى يظهر ولدي، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾“.
الإمام العسكري يوصينا بانتظار الفرج، وينقل عن جده رسول الله أن أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج. كثير منا يتصور الانتظار بالمعنى السلبي، يظن أن الانتظار هو عبارة عن الحولقة، عبارة عن قول: لا حول ولا قوة إلا بالله! أو عبارة عن قراءة دعاء الندبة، أو قراءة دعاء العهد، أو قراءة دعاء ”اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن“، هذا هو الانتظار، انتظار لساني، انتظار كلماتي، انتظار ظاهري، يظن بعضهم أن انتظار الإمام هو هذا.
هذا خطأ، ليس هذا هو الانتظار، هذه مظاهر للانتظار، وإلا فالانتظار أمر أعمق وأدق من هذا، نفس الحديث قرينةٌ على ما نقول، ”أفضل أعمال أمتي“ هل تتصورون أن كلمة ”اللهم كن لوليك الحجة“ أفضل الأعمال؟! هل يتصور عاقل أن يكون دعاء الندبة أفضل من الصلاة التي هي عمود الدين، أو أن قراءة دعاء العهد أفضل من الصيام، وأفضل من الصدقة، وأفضل من بر الوالدين، وأفضل من صلة الرحم؟! كيف يكون ذلك؟! الرسول يقول: الانتظار أفضل الأعمال، يعني أفضل من الصلاة، أفضل من الصيام، أفضل من الصدقة، أفضل من بر الوالدين، أفضل من صلة الرحم، فما هو هذا الانتظار الذي يكون أفضل الأعمال كلها؟ لا بد أن يكون الانتظار معنى عظيمًا، وإلا لم يكن أفضل الأعمال، لا بد أن يكون الانتظار معنى كبيرًا، وإلا لم يكن أفضل الأعمال، فما هو الانتظار الذي اعتبره النبي محمد أفضل الأعمال؟
الانتظار هو الإعداد للمنتظَر، أنت عندما تنتظر الضيف كيف تنتظره؟ إذا اتصل بك ضيف وقال: سآتيك بعد ساعة، كيف تنتظر الضيف؟ هل تجلس وتقول: اللهم أوصله سالمًا؟! بعد ساعة يأتي ويدخل البيت، هذا هو الانتظار؟! انتظار الضيف هو عبارة عن أن تهيئ المكان، وتعد الوليمة المناسبة لاستقباله، وتعد روحك نفسيًا وذهنيًا لاستقبال هذا الضيف، تستقبله بالحفاوة والترحاب، انتظار الضيف هو عبارة عن الإعداد له، انتظار الإمام هو عبارة عن الإعداد للإمام، وليس انتظار الإمام مجرد كلمات وأدعية نقولها على ألسنتنا ولا تتذوقها قلوبنا. الانتظار إعدادٌ للمنتظَر
السيد منير الخباز