بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير قد يتسائل ما هي حدود الطاعة للإمام وما هي غاية علاقة حياتنا به ؟
ولحسن التوفيق فإن القرآن الكريم قد حقق إجابة على هذا السؤال ذات خبر واحد في لفظ متعدد، مفاده: أن تهب إمامك كل شيء حتى حياتك عندما يخطبها منك !!
اقرأ معي قول ذي العزة والجلال:{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}..
وهو القرآن الكريم قد سجل هذا الحق مع أول إمامة معلنة، وهي إمامة إبراهيم الخليل عليه السلام:
{قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}..
تبين لنا هذه الآية بكل شفافية أن المسألة بالنسبة لإسماعيل هي امتحان لمبلغ طاعته وتابعيته وإتمامه بإمام زمانه وهو أبوه لذا قد خيره تخييرا امتحانيا !
ولا يفوتنا أن الكثير من المفسرين يركزون على جانب الامتحان لابراهيم بينما الحال والمقال يكشف عن أنه امتحان للطاعة من طرف اسماعيل.. فكيف كانت النتيجة ؟
في الحقيقة إن اسماعيل مكنته معرفته التي اكتملت حلقات سلسلتها في وجدانه حتى اطمئن بها قلبه، نعم مكنته من أن يجيب على السؤال {فانظر ماذا ترى}؟ بكل طلاقةٍ واستعداد قال: { يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} !!
وطبعا فهذه حكاية قرآنية عظيمة التأثير على شعور المؤمنين من ذوي البصيرة والتدبر فليس كل منهم إذا قرأها فرح بهذه البطولة التأريخية ..
فقد يحزن .. وقد يذوب أسىً.. ولكن لما؟
لأن هذه الآية تجعل المؤمن يقيس المسافة بين نيته وبين ما يجب لإمام زمانه عج ..
فإذا شعر من نفسه الاستعداد الذي يشبه استعداد اسماعيل فهم أن المسافة قريبة فيفرح، وأما إذا أحبطت مشاعره فسيفهم أن المسافة بعيدة لأنه بَـعدُ لا يستطيع أن يجود بحياته، بل قد تكون غاية في البعد حينما يبخل على الإمام بماله فضلا عن حياته، فتراه يتجاهل الحقوق ولا يدفع ما عليه من مستحقات مالية كالخمس والزكاة ؟!
أعود إلى قوله تبارك اسمه: {فانظر ماذا ترى}؟ هذا الامتحان الابراهيمي فإنه يستدعي في إذهاننا ذلك الامتحان الحسيني العظيم حينما جمع أصحابه وخطبهم ليلة العاشر من المحرم: "" هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم إنما يطلبوني ولو أصابوني لهو عن غيري...""!!
ومن نفس الواقعة نسمع الجواب الناجح لإمامنا في الإئتمام، ومقتدانا في الاتباع وهو أبو الفضل عليه السلام الذي كان آخر كلامه في ساعة حمامه:
نفسي لإبن المصطفى الطهر وقا
ففعل مع أخيه بما أمر وقد وجده الحسين صابرا محتسبا كما وجد ابراهيم اسماعيل..
اللهم صل على محمد وآل محمد
الشيخ عبدالجليل البن سعد
اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير قد يتسائل ما هي حدود الطاعة للإمام وما هي غاية علاقة حياتنا به ؟
ولحسن التوفيق فإن القرآن الكريم قد حقق إجابة على هذا السؤال ذات خبر واحد في لفظ متعدد، مفاده: أن تهب إمامك كل شيء حتى حياتك عندما يخطبها منك !!
اقرأ معي قول ذي العزة والجلال:{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}..
وهو القرآن الكريم قد سجل هذا الحق مع أول إمامة معلنة، وهي إمامة إبراهيم الخليل عليه السلام:
{قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}..
تبين لنا هذه الآية بكل شفافية أن المسألة بالنسبة لإسماعيل هي امتحان لمبلغ طاعته وتابعيته وإتمامه بإمام زمانه وهو أبوه لذا قد خيره تخييرا امتحانيا !
ولا يفوتنا أن الكثير من المفسرين يركزون على جانب الامتحان لابراهيم بينما الحال والمقال يكشف عن أنه امتحان للطاعة من طرف اسماعيل.. فكيف كانت النتيجة ؟
في الحقيقة إن اسماعيل مكنته معرفته التي اكتملت حلقات سلسلتها في وجدانه حتى اطمئن بها قلبه، نعم مكنته من أن يجيب على السؤال {فانظر ماذا ترى}؟ بكل طلاقةٍ واستعداد قال: { يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} !!
وطبعا فهذه حكاية قرآنية عظيمة التأثير على شعور المؤمنين من ذوي البصيرة والتدبر فليس كل منهم إذا قرأها فرح بهذه البطولة التأريخية ..
فقد يحزن .. وقد يذوب أسىً.. ولكن لما؟
لأن هذه الآية تجعل المؤمن يقيس المسافة بين نيته وبين ما يجب لإمام زمانه عج ..
فإذا شعر من نفسه الاستعداد الذي يشبه استعداد اسماعيل فهم أن المسافة قريبة فيفرح، وأما إذا أحبطت مشاعره فسيفهم أن المسافة بعيدة لأنه بَـعدُ لا يستطيع أن يجود بحياته، بل قد تكون غاية في البعد حينما يبخل على الإمام بماله فضلا عن حياته، فتراه يتجاهل الحقوق ولا يدفع ما عليه من مستحقات مالية كالخمس والزكاة ؟!
أعود إلى قوله تبارك اسمه: {فانظر ماذا ترى}؟ هذا الامتحان الابراهيمي فإنه يستدعي في إذهاننا ذلك الامتحان الحسيني العظيم حينما جمع أصحابه وخطبهم ليلة العاشر من المحرم: "" هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم إنما يطلبوني ولو أصابوني لهو عن غيري...""!!
ومن نفس الواقعة نسمع الجواب الناجح لإمامنا في الإئتمام، ومقتدانا في الاتباع وهو أبو الفضل عليه السلام الذي كان آخر كلامه في ساعة حمامه:
نفسي لإبن المصطفى الطهر وقا
ففعل مع أخيه بما أمر وقد وجده الحسين صابرا محتسبا كما وجد ابراهيم اسماعيل..
اللهم صل على محمد وآل محمد
الشيخ عبدالجليل البن سعد
اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ
