الإحسان إلى معيل عاطل
قال أحد أصدقاء الشيخ كنت مدة عاطلاً عن العمل وأصابتني فاقة شديدة فقصدت دار الشيخ لعلي أجد سبيلاً لحل مشكلتي والتخلص من هذا العناء وما إن دخلت غرفته ووقع بصره علي حتى قال لي:
(أرى عليك حجاباً قلما رأيته لماذا فقدت توكلك على الله؟ لقد لبس عليك الشيطان غطاء لا يتيح لك إدراك ما في الأعلى).
ونتيجة لإرشادات الشيخ طرأ على تحول غيرني كثيراً فقال لي الشيخ:
(لقد زال عنك ذلك الحجاب ولكن عليك بالسعي لئلا يعود ).
ثم قال : (يوجد شخص مريض عاطل ويعيل أسرتين إن استطعت فأذهب واشتر لأطفاله وعياله كمية من القماش واجلبها إلى هنا).
ومع أنني كنت عاطلاً عن العمل عاجزاً من الناحية المالية فقد ذهبت إلى دكان صديق قديم يبيع القماش واشتريت منه كمية من القماش ديناً وجئت بالقماش إلى الشيخ وما إن وضعت صرة القماش بين يديه حتى نظر إلى الأستاذ وقال:
(من المؤسف بصيرتك البرزخية غير مفتوحة لكي ترى الكعبة تطوف حولك وليس أنت الذي تطوف حولها).
وقال الدكتور ثباتي كانت إحدى إرشاداته المؤكدة هي الإحسان إلى الناس وكان يعير أهمية فائقة للإحسان ويعتبر هذا العمل واحداً من الطرق القريبة والمؤثرة في السير إلى الله بحيث أنه إذا رأى أحد عاجزاً في الإٌحسان وأحسن جهد استطاعتك)
اخدم المحتاجين في العالم ما استطعت
بكلام أو درهم أو قلم أو قدم
وكان هو نفسه سباقاً في الإحسان إلى الناس وقد مر شخص بضائقة فقصدوا سماحة الشيخ فقال لهم:
(هذا الشخص يقدم العون لأقاربه من الخمس فقط ولا يقدم أي إحسان آخر)
أي: إن عطاء الخمس وحده لا يكفي.
كيمياء المحبة