في طاعة المؤمن
مرسل: الأربعاء يناير 04, 2012 10:59 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا لثارات الحسين
كان المرحوم السيّد محمّد الصدر (قدس سره) من العلماء الأبرار، المهذّبين الأخيار، وكان يصلّي في المسجد الجامع بمدينة كربلاء المقدّسة الذي يسمّى بمسجد العطّارين والتجّار.
نقل أنه كان يحضر أيام دراسته مجلس درس للعالم الجليل الحاج ميرزا حسين الحاج ميرزا خليل في النجف الأشرف، وذات يوم جاء شخص مقبلاً على الأستاذ بعد أن أكمل سماحته درسه وقال له: إن الجنّ يؤذونه ويقذفون الحجارة على منزله واستنجد بسماحة الميرزا وطلب منه أن ينقذه من هذه المشكلة.
فقال سماحة الميرزا له: لا عليك، اذهب واصعد إلى سطح دارك وقف أمام القبلة وقل: أيّها الجنّ، إن الحاج الميرزا حسين بن الحاج ميرزا خليل يقول لكم: لا تقذفوا الحجارة في بيتي وامنعوا عنّي الذين يفعلون ذلك منكم.
فذهب الرجل وعاد بعد أيّام ليشكر سماحة الميرزا مخبراً إيّاه: أنّ الجنّ قد امتنعوا عن أذاه، وتوقّفوا عن قذف داره بالحجارة.
يقول المرحوم السيّد الصدر: تعجّبنا من ذلك كثيراً، ولذلك لما ذهب الرجل أقبلنا على أستاذنا وقلنا له متسائلين: وهل الجنّ يا سماحة الاُستاذ مسخرة لكم ومطيعة لأوامركم؟
أجاب الأستاذ قائلاً: لا.
فازداد تعجّبنا وقلنا: إذن كيف أثّر ـ يا سماحة الاُستاذ ـ كلامكم فيهم؟
قال: إنّ لذلك قصّة طريفة.
فسألناه أن يقصّها علينا، فلبّى طلبنا وقال:
نعم، كنا نتشرّف في بعض ليالي الأربعاء بالذهاب إلى مسجد السهلة، وكان في المسجد سرداب عميق ذو درجات كثيرة ينتهي آخره إلى بئر، وكنتُ إذا أردتُ الانفراد بمناجاة اللّه تعالى، والإنعزال عن ضوضاء الناس، أذهب إلى ذلك السرداب للصلاة والعبادة، وكنتُ أغلق الباب على نفسي من الداخل وأبيت إلى الصبح مشتغلاً بالصلاة، وفي إحدى الليالي وقد كنتُ في ذلك المكان وأنا مشتغل بالصلاة وإذا بي أحسّ بشخص يجلس إلى جانبي، هذا مع أني كنتُ متيقّناً من إغلاق الباب، فأوجستُ في نفسي خيفة وحاولت التخفيف والتسليم، فلمّا فرغت من الصلاة أقبلتُ عليه وقلت له متسائلاً: من أنت؟
قال: أنا مؤمن معتقد، من مؤمني الجنّ ومعتقديهم.
قلت: وما هي عقيدتك؟
قال: كعقيدتكم باللّه والنبي وإمامة الأئمة المعصومين من أهل بيت النبي (صلوات اللّه عليهم أجمعين).
قلت: وهل أنتم تقلّدون في أحكام دينكم؟
قال: نعم، وأنا من مقلّديكم.
قلت: عجيب! إنك تقلّدني في أحكام دينك ومسائلك الشرعية؟
قال: نعم.
قلت: وماذا تريد الآن؟
قال: جئت لأخبركم بأني رهن إشارتكم ومستعدّ للخدمة لكم.
قلت: شكراً، فإني رجل خفيف المؤونة ولا حاجة لي.
قال: إني أعرض ذلك عليكم بكل إخلاص وأرى ذلك فخراً لي.
قلت: أشكرك على شعورك الطيّب وإخلاصك الكبير.
ثم أخذ يصرّ عليّ بأن أقبل منه ما طرحه عليّ وأخذتُ أصرّ على موقفي الرافض لذلك، حتى إذا أيس من إجابتي له ورأى أني لا أطلب منه شيئاً، قال: إنّ هناك من فسقة الجنّ وأشرارهم من يؤذون الإنس ويقذفون بيوتهم بالحجارة، فإذا اشتكى إليكم أحد من ذلك، فأمروه أن يرقى سطح منزله الذي يقذف فيه بالحجارة ثم ليتّجه إلى القبلة ولينادِ بأعلى صوته: أيّها الجنّ إن الحاج الميرزا حسين بن الحاج الميرزا خليل يقول لكم: لا تقذفوا الحجارة في بيتي وامنعوا عنّي الذين يفعلون ذلك منكم. فإنا نمنعه.
قال ذلك ثم ودّعني وانصرف، وبعد ذلك اليوم وحتّى الآن كلّما جاء إليّ أحد من المؤمنين يشكو من أذى الجنّ وقذفهم داره بالحجارة علّمته ذلك، فينفعه ذلك وينجو من أذاهم والحمد للّه ربّ العالمين.
وهكذا كان علماؤنا الأبرار حيث لا يفكرون في أنفسهم ولا يطلبون الراحة لذواتهم، وإنما يفكّرون دائماً في إنقاذ الآخرين والترفيه عنهم، وإسباغ الراحة عليهم وإسعادهم.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا لثارات الحسين
كان المرحوم السيّد محمّد الصدر (قدس سره) من العلماء الأبرار، المهذّبين الأخيار، وكان يصلّي في المسجد الجامع بمدينة كربلاء المقدّسة الذي يسمّى بمسجد العطّارين والتجّار.
نقل أنه كان يحضر أيام دراسته مجلس درس للعالم الجليل الحاج ميرزا حسين الحاج ميرزا خليل في النجف الأشرف، وذات يوم جاء شخص مقبلاً على الأستاذ بعد أن أكمل سماحته درسه وقال له: إن الجنّ يؤذونه ويقذفون الحجارة على منزله واستنجد بسماحة الميرزا وطلب منه أن ينقذه من هذه المشكلة.
فقال سماحة الميرزا له: لا عليك، اذهب واصعد إلى سطح دارك وقف أمام القبلة وقل: أيّها الجنّ، إن الحاج الميرزا حسين بن الحاج ميرزا خليل يقول لكم: لا تقذفوا الحجارة في بيتي وامنعوا عنّي الذين يفعلون ذلك منكم.
فذهب الرجل وعاد بعد أيّام ليشكر سماحة الميرزا مخبراً إيّاه: أنّ الجنّ قد امتنعوا عن أذاه، وتوقّفوا عن قذف داره بالحجارة.
يقول المرحوم السيّد الصدر: تعجّبنا من ذلك كثيراً، ولذلك لما ذهب الرجل أقبلنا على أستاذنا وقلنا له متسائلين: وهل الجنّ يا سماحة الاُستاذ مسخرة لكم ومطيعة لأوامركم؟
أجاب الأستاذ قائلاً: لا.
فازداد تعجّبنا وقلنا: إذن كيف أثّر ـ يا سماحة الاُستاذ ـ كلامكم فيهم؟
قال: إنّ لذلك قصّة طريفة.
فسألناه أن يقصّها علينا، فلبّى طلبنا وقال:
نعم، كنا نتشرّف في بعض ليالي الأربعاء بالذهاب إلى مسجد السهلة، وكان في المسجد سرداب عميق ذو درجات كثيرة ينتهي آخره إلى بئر، وكنتُ إذا أردتُ الانفراد بمناجاة اللّه تعالى، والإنعزال عن ضوضاء الناس، أذهب إلى ذلك السرداب للصلاة والعبادة، وكنتُ أغلق الباب على نفسي من الداخل وأبيت إلى الصبح مشتغلاً بالصلاة، وفي إحدى الليالي وقد كنتُ في ذلك المكان وأنا مشتغل بالصلاة وإذا بي أحسّ بشخص يجلس إلى جانبي، هذا مع أني كنتُ متيقّناً من إغلاق الباب، فأوجستُ في نفسي خيفة وحاولت التخفيف والتسليم، فلمّا فرغت من الصلاة أقبلتُ عليه وقلت له متسائلاً: من أنت؟
قال: أنا مؤمن معتقد، من مؤمني الجنّ ومعتقديهم.
قلت: وما هي عقيدتك؟
قال: كعقيدتكم باللّه والنبي وإمامة الأئمة المعصومين من أهل بيت النبي (صلوات اللّه عليهم أجمعين).
قلت: وهل أنتم تقلّدون في أحكام دينكم؟
قال: نعم، وأنا من مقلّديكم.
قلت: عجيب! إنك تقلّدني في أحكام دينك ومسائلك الشرعية؟
قال: نعم.
قلت: وماذا تريد الآن؟
قال: جئت لأخبركم بأني رهن إشارتكم ومستعدّ للخدمة لكم.
قلت: شكراً، فإني رجل خفيف المؤونة ولا حاجة لي.
قال: إني أعرض ذلك عليكم بكل إخلاص وأرى ذلك فخراً لي.
قلت: أشكرك على شعورك الطيّب وإخلاصك الكبير.
ثم أخذ يصرّ عليّ بأن أقبل منه ما طرحه عليّ وأخذتُ أصرّ على موقفي الرافض لذلك، حتى إذا أيس من إجابتي له ورأى أني لا أطلب منه شيئاً، قال: إنّ هناك من فسقة الجنّ وأشرارهم من يؤذون الإنس ويقذفون بيوتهم بالحجارة، فإذا اشتكى إليكم أحد من ذلك، فأمروه أن يرقى سطح منزله الذي يقذف فيه بالحجارة ثم ليتّجه إلى القبلة ولينادِ بأعلى صوته: أيّها الجنّ إن الحاج الميرزا حسين بن الحاج الميرزا خليل يقول لكم: لا تقذفوا الحجارة في بيتي وامنعوا عنّي الذين يفعلون ذلك منكم. فإنا نمنعه.
قال ذلك ثم ودّعني وانصرف، وبعد ذلك اليوم وحتّى الآن كلّما جاء إليّ أحد من المؤمنين يشكو من أذى الجنّ وقذفهم داره بالحجارة علّمته ذلك، فينفعه ذلك وينجو من أذاهم والحمد للّه ربّ العالمين.
وهكذا كان علماؤنا الأبرار حيث لا يفكرون في أنفسهم ولا يطلبون الراحة لذواتهم، وإنما يفكّرون دائماً في إنقاذ الآخرين والترفيه عنهم، وإسباغ الراحة عليهم وإسعادهم.
العلماء اسوة وقدوة